آخر المواضيع والقصائد

آخر المواضيع والقصائد

~ الاسلام والزمان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى ..
وبعد :

اخوتي | أخواتي
قبل 5 سنوات من الآن .. سجلت رؤيتي لما سيجري من احداث .. وتكلمت بشيء من التوقع عن الثورات التي ستحصل في بلدان مختلفة .. اما ما اعتمدته في التوقع : فهو ليس التنجيم ، ولا استباق الاحداث .. ولا الطعن في الغيب ..
ما اعتمدته .. وساعتمده في المقالة التالية .. يتلخص بالمصادر التالية وان لم اذكرها تحديدا في المقالة .. هذا يعني بانها مضمنة ، ويسعدني الاجابة عن اي سؤال فيما يتعلق بالادلة .. والموضوع ..

المصادر :
1 - نصوص صحيحة من الكتاب والسنة
2 - قراءة تاريخية عامة .. ( الشعور التاريخي ) ..
3 - تصريحات عربية وغربية ..
4 - انطباق امارات وعلامات ..
5 _ مصادر ادبية متعلقة بالوقائع ..

وقد عمدت الى وضع المصادر بالبداية ، على خلاف ما توضع به ( في نهاية المقالة ) .. وذلك دفعا للشك .. ووضعا للقارئ في صورة ما سيقرأ .. وبالتالي : لن تكون المقالة سوى استشرافا للحاضر والمستقبل من منطلق رؤيتي الشخصية التي لا تمثل دليلا قطعيا لاحد .. وانما محاولة لانزال الاحكام على الوقائع لتاكيد رسالة مشروعة ..
يقول تعالى ( الم نجعل له عينين ، ولسانا وشفتين ، وهديناه النجدين ) .. صدق الله العظيم ،،
فاقتحام الوقائع مني قد اصيب به وقد اخطا .. والله ولي التوفيق ..


تمهيد :

من كتاب الله عز وجل ( وعنده خزائن الغيب لا يعلمها الا هو ) ..
وقوله ( الله عنده علم الساعة ، وينزل الغيث ، ويعلم ما في الارحام ، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ، ولا تدري نفس باي ارض تموت ) صدق الله العظيم ،،
وهناك تقسيمات متعددة للغيب .. اذكرها باختصار .. لاوضح بان الغيب متفاوت بين اللغة والاصطلاح ..
الغيب هو ما يغيب عن الانسان .. ومن هذا الغيب ما هو معلوم عند الله وحده : كما وضحت الاية ( خمسة عناصر لا يستطيع مخلوق ان يعرفها ) .. الا باستثناء ليس له واقع في زمننا الراهن .. ( وهذا الغيب اصطلاحا كما تشير الايات لا يعلمه مخلوق ) ..

ومن الغيب : ما يغيب عن انسان بحكم الزمان والمكان .. ويحضر لانسان اخر ..
وهو مجال التوقع والتقدير ..
مثلا : انت كمواطن تقطن في فلسطين .. تغيب عنك امور حدثت او تحدث في مصر مثلا ..
ولكن من يعيش في مصر : لا تمثل له غيبا لانه عاصرها وشاهدها .. والعكس ..
ثم هذه الاحداث تخرج من دائرة الغيب : عندما يتصل مواطن من مصر : بمواطن من فلسطين ويخبره ماذا حصل ..
او يتناقلها الاعلام .. التلفاز .. الى آخره ..
واورد هذه الفكرة لتوضيح امور عديدة تمثل غيبا لمعظم الناس .. بخلاف الباحثين المهتمين بقراءة ومتابعة المصادر في امكنة وازمان متعددة ..
وكما يخفى على كثير من الناس هذا النوع المجازي من الغيب .. يخفى عليهم غيب امور اخرى .. كنصوص شرعية من القران او السنة .. او اقوال تاريخية .. او تقارير بحثية وهكذا ..

وبعد هذا الذكر للمصادر .. والتعقيب عليها بالتوضيح ..
اكون قد اكملت طرح القسم الاول من المقالة ( ذات الثلاثة اجزاء ) ..

دمتم بخير وسلامة ، وتحية 



الاسلام وما بقي من الزمان ، القسم الثاني ..

بعد التطرق لعناصر تحليل الموقف في الجزء السابق ..
ابدا الآن في رسم صورة ما هو متوقع الحصول في المرحلة الراهنة لهذا الجيل واحددها بهذا التاريخ ( 2012 - 2020 )..
الآن نحن نقف على بوابة استلام السلطة من قبل الاسلاميين ( المعتدلين ) .. في مواقع مختلفة ..
البلاد التي نجحت في اجبار النظام السابق على الرحيل .. سيحل مكانها .. الاسلام المعتدل ..
ليس في جميع الامكنة .. وانما سيبقي الغرب ( بصفته المتحكم بالسياسة الدولية ) حتى الآن ..
سيعمد على ابقاء بعض الانظمة السابقة ودعمها لادخال الناس في دوامة من الجدل المقارن بين الانظمة العلمانية والانظمة الاسلامية مجازاً .. !!
بالنسبة للشرق الاوسط : ستعمد بريطانيا الى دعم الاردن كحكومة مع الابقاء على عبد الله بن الحسين رئيسا مباشرا لتنفيذ احلام بريطانيا الأخيرة في المنطقة .. وتعتبر الصلاحيات التي منحت له في استضافة اللاجئين السوريين .. والثوار الفارين على حد سواء .. اداة تبييض وابراق للنظام الاردني .. وممكن ان يطفو على السطح المخطط البريطاني القديم لحل السلطة الفلسطينية او اضعافها .. وجعل الضفة اكثر ارتباطا بالاردن .. هذا من جهة ..

ماذا عن سوريا : الاسد ونظامه راحلون بالتاكيد وان تطلب ذلك ( 1 ، 2 ) سنة .. والان الصراع على اوجه بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى .. وبريطانيا تظهر التاييد لامريكا لكنها تركز على سياسية ما تحت الطاولة .. وتتمنى هي الاخرى وفرنسا ان تسترجع نفوذها التاريخي الذي سقط باستلام حافظ الاسد .. وحتى الان امريكا لم تفقد السيطرة في سوريا .. واتوقع ان يتم تسليم السلطة لوجوه وطنية معتدلة شاركت بالثورة لانها وحدها قادرة على قمع الاسلام الاصولي الذي لم يتوانى عن المشاركة في اسقاط بشار الاسد .. يتم ذلك بعد اطمئنان امريكا الى انهاء الاسد مهمته الاخيرة وهي انهاك الشعب السوري حتى يرضخ بحلول معتدلة خوفا على سوريا من الاندثار عن الخريطة ..

ومن جهة اخرى : ستعمل امريكا على تلمييع النظام الايراني ( الذي يعتبر الان اداة امريكية بامتياز ) .. ستعمد الى تلميعه من خلال ضربة جوية اسرائيلية للمفاعل النووي الايراني ( السلمي ) وغير القادر على انتاج اي سلاح استراتيجي .. وستقوم ايران بالرد من خلال الجيش الثوري الايراني باطلاق بعض الصواريخ على مصالح اسرائيلية .. او من خلال ( شلعة لاذن اسرائيل ) .. بالايعاز لحزب الله بتنفييذ هذه المهمة .. بالتالي تدخل الشعب العربي والمسلم بجدال ما بين معارض لايران ومدافع عنها .. وهكذا تختلط الاوراق بمزيد من الجدل .. ويكسب الغرب مزيدا من الوقت ..

كيف سيتمكن الاسلام المعتدل من كسب التاييد رغم كونه ينفذ ذات السياسات السابقة للانظمة المهترئة ؟
ذلك من خلال اعطاء الاسلاميين بعض الصلاحيات والامتيازات بتحسين الوضع الاقتصادي .. وتنفيذ مشروعات تنموية كان الغرب يحاربها .. ومن خلال الضغط على اليهود " الذين يمكثون اليوم في اجازة ترقب لما سيحصل " .. الضغط عليهم لمنح تسهيلات حقيقية للفلسطينيين .. لتسجيل موقف .. وكسب تاييد بهذا الموقف ..

وستشهد البلدان العربية جميعها بالاضافة الى العوبة " الاسلام المعتدل " .. ستشهد العوبة الطائفية .. والاثنية .. ودعم الاقليات وزجها لصراعات مذهبية ودينية ..
( ستستمر هذه اللعبة مركزة في كل من العراق ولبنان وسوريا والخليج ) ومصر..

وعلى الرغم من قذارة هذه اللعبة الا انها تشير الى ان اوراق الغرب في اللعب باتت محدودة .. تحديداً من يهيمن على السياسة الدولية ( اوروبا ، امريكا ) .. وستبدا مرحلة ظهور امبراطوريات جديدة ( الصين / اليابان ) .. التي يعتبر النفوذ اليهودي فيها محدوداً .. ولا يستطيع تشكيل لوبي لصناعة السياسة .. وهذا سيجعل من اسرائيل ( ابن الغرب المدلل ) .. اكثر حذرا في التعامل مع العرب ..
ويغلب عليها طابع الترقب على طابع الهجوم ..




نهاية الجزء الثاني من المقالة ،،

سهم
17|9|2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق